تدخل تربوي واجتماعي في ميتم باب الرمل – طرابلس

العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين

على ضوء أهمية العمل التطوعي والعمل الجماعي، قامت طالبات من جامعة القديس يوسف – المعهد اللبناني لإعداد المربين – فرع طرابلس، تطبيقا لمادة “التدخل التربوي والاجتماعي” بجمع طاقاتهنَّ وبذل كل جهدهنَّ لتقديم المساعدة لــِ ” دار الأيتام والرضَّع، ميتم باب الرمل” ضمن عمل جماعي مفعمٍ بروح المشاركة والتعاون. هذا العمل أسهم في زيادة الاتصال بين أفراد المجموعة وتنمية الشعور بالاتحاد والصداقة. تعاون الفريق تعاونًا عظيمًا لتخفيف الأعباء وتوزيع الأدوار بغية الوصول إلى هدفهنَّ؛ تجادلنَ، اختلفنَ، تساندنَ، تبادلنَ الأفكار للوصول إلى حلول جماعية وقرار واحد وكأنهنَّ فردٌ واحد

أكبَّ الفريق ما يقارب الشهر على عمل متواصل، وبذلتِ المشاركات جهدًا عظيمًا لتأمين كلِّ المساعدات: من مواد غذائية، ولباس وإنشاء مكتبة متواضعة في دار الأيتام تتضمن كتبًا ثقافية ووثائقية، وقصصًا، وغيرها، باللغات العربية، والفرنسية والإنكليزية، وفقًا لعمر الأطفال واحتياجاتهم

وبعد تأمين المساعدات، قامت الطالبات بتخصيص نهار كامل لزيارة الميتم. هدف الزيارة كان إدخال السعادة إلى قلوب اليتامى وإعطاءهم مهارات تربوية لإفادتهم عبر الفقرات المتنوعة  التي أثارت إعجاب الأطفال

قام الفريق بتنظيم ورش عمل تربويّة حملت عناوين مختلفة: كالِّثقة بالنفس، وتقنية حل المشاكل، وزيادة القدرة على التعبير وإبداء الرأي، وخلق جو من التعاون والألفة بين الأطفال أنفسهم، وبين الطالبات والأطفال، وأشغال يدويّة؛ كذلك كان هناك نشاط مطبخي لتنمية الاستقلالية عند الأطفال وتذوق الحلويات التي حضَّروها بأيديهم، وكانت هناك ألعاب ورسوم ورقص مع ميكي ماوس، وغيرها

جهد أفراد الفريق على ألاَّ تتَّسم النشاطات بالرُّتوب، وأن تكون بعيدة عن جو الأوامر والمواعظ التي لا يحتاج إليها اليتامى في هذا اليوم. بل هو يوم للانطلاق بروح الطفولة. كما كان إصرارٌ على أن يكون الهدف من الزِّيارة إدخال السرور إلى قلوب الأطفال، وإفادتهم إفادة تربوية و خلق روح الألفة، والتعرف على الأطفال، والانخراط في حياة أطفال هذا الدار، وفي مجتمعهم، ضمن عمل جماعي تطوعي

ولا سيما أن هذا العمل الجماعي اتسم بالنجاح. كما أنَّه أفسح المجال أمام المجموعة لتكون أكثر قربا من المجتمع، ولتتعرَّف على وجه مدينتهم والحالة الاجتماعية التي تعيش فيها شريحة من مجتمعنا اللبناني. كذلك ساعد هذا العمل في زيادة الشعور بالمسؤولية وخلق إحساس عظيم بأهمية تحديد احتياجات الأفراد وأبناء مجتمعنا المحيط بنا.

هذا النَّشاط ولَّد لدى الطّالبات الشُّعور بأهمية مد يد العون، ومساعدة الآخرين ضمن اطار العمل الجماعي. كذلك كان مناسبَةً لهنَّ للتعرف على قدراتهنَّ وأهميتهنَّ في المجتمع كفرد فعال يستطيع أن يخدم مجتمعه، وقدرتهنَّ على رسم البسمة على وجه طفل بخاصَّةٍ عندما نكون يد واحدة، ففي الاتحاد قوة

انتهت الزيارة وتركت المجموعة خلفها ذكرى جميلة بقدر ما تحمل من الألم في طياتها… أخيرا يجب أن يدرك أصحاب جمعيات رعاية الأيتام أن دورهم لا يقتصر على الأكل

والشرب فقط، إنما عليهم مسؤوليات اكبر من ذلك

نتمنى أن نكون قد تركنا أثرا طيبا في نفوس الأطفال وقد قدمنا شيئا يعود بالنفع لمجتمعنا وطلابنا

سارا قضّور
IMG_6400

IMG_6416

IMG_6521

IMG_6413